لا لقاء بلا فراق لمجرد إحساسنا بفقد إنسان قريب إلى قلوبناوعزمِه على
مفارقتنا نشعر بالحزن العميق ..
فكيف إذا غادرنا فعلاً..؟!
هل هناك ما هو أكثر ألما ً من الوداع ..؟يبدو لي أن انتظار الوداع أكثر ألما
ً من حدوثه لاسيما إن كان واقعا لا محالة .. فأحيانا ًيكون ترقب الحدث أكثر
قسوة وتأثيراً على النفس من الحدث نفسه ..
ألم عندتخيله..
تعب من ترقبه..
عدم القدرة على استيعابه وتخيل حياتنا بعدذلك ..
يقولون " لالقاء بلا فراق "
وكأن هذه الحروف ستكفكف دموعناوتشفي جراحناوتجعلنا ننظر إلى الفراق كأي حدث
عادي ..
قد يكونالفراق حدث عادي موجود بوجود الإنسان ..وكلمة الوداع عادية تتكرر في
أحاديثناوأمثالنا وقصائدنا ولكن يبدو أن أكثر الأحداث ألماً هو ما يوصف بأنه
عادي وما نقرونجزم بوقوعه ..
تمر علينا اللحظات بطيئة ..نشعر بالأرق ....وتغتال المرارةأعماقنا ..تطاوعنا
دموعنا حيناً وتخوننا حيناً أخرى لتزيد من حرقة الآلام داخلنا ..
وما يزيد من متاعبنا عندما يجب أن نتألم بصمت حتى لا نُشْعِر من سيغادرنا
بمعاناتنا ..
ما أشد ما تتألم الروح عندما تُكَبِل الأحزان داخلها حتى لا ننغص على من
نحبهم بما نحمله من خوف وهم ..ويكون بمثابة قتل للروح عندما نخفي دموعنا
ونستبدلها بابتسامة نحاول أن نزرع بها بعض من السعادة في قلب من سيغادرنا في
لحظات الوداع الأخيرة..
لكن بالرغم من غياب الأحباب وفقدهم إلا انهم يظلون في قلوبنا لا يغيبون أبداً
..تحيي صورتهم في وجدانناالذكريات التي جمعتنا وتزيد من بريقها كل لحظة صادقة
آزرونا فيها والتحمت مشاعرنافيها مع مشاعرهم ..
نشتاق إليهم ..يتعبنا الوجد ..تزورنا أطيافهم في أحلامنا تارة وفي يقظتنا
تارة أخرى لتزيد من شوقنا إليهم ولتزيد من بغضنا لذكرى ذلك الوداع حتى ليبدو
لي أحياناً أن مرارة الذكريات تشترك مع ترقب الحدث في كونها أكثرمرارة من
الحدث ذاته ..
نتمنى النسيان فلا نستطيع ..يبدو لنا أنه لا أمل في النسيان ..لا أمل في
اللقاء ..
ولا طريق إلا التناسي ..
فنخدع أنفسنا ونوهمها بالنسيان حتى نضمد ولو ظاهرياً الجرح كمن يتناول
المسكنات لتسكن الألم مؤقتاً فلا الألم أنتهى ولا المسكنات ساهمت في شفائه ..
يظل في القلب أمنية أن لا يفارقنا عزيز ولو اضطررنا أن نكون نحن من نغادر
أحبابنا في وداع واحدونبتعد حتى لا نفجع كل يوم بمن يغادرنا *fficeffice"
/>
*
*
*
*
هل الحل عدم التعمق في علاقاتنامع الآخرين وانتهاج طريقة جديدة في التعامل
السطحي بدون أن يكون للمشاعر طرف فيعلاقاتنا ؟!!
هل نكبح مشاعرنا مع البعض الذين نعرف أننا سنغادر هم لامحالة حتى لا نتألم
عندما نفارقهم ونطلق لها العنان مع البعض الآخر ؟!
هل من الجنون أن نتمنى في لحظة أن نكون أشبه بالإنسان الآلي الذي لا يفقه
معنى المشاعروالحب والغلا وألم الفراق ؟!!
وهل وهل وهل وهل وهل..تسأولات في مخيلتي لم اجد لها حل..؟؟