جحا وابنه والحمار
يحكى أن جحا خرج ذات يوم إلى السوق ومعه ابنه والحمار ،
فمروا بجماعة من الناس ، فعلق أحد الجالسين بصوت مسموع :
يا لهذين المغفلين يعطيهما الله حمارا للركوب فيتركانه ويمشيان !
فلما سمع ذلك جحا قال لابنه : هلم يا بني نركب الحمار . فركباه ومضيا ،
ثم إنهما مرّا بجماعة أخرى فعلّق أحدهم بصوت مسموع : يا لهذين الظالمين لقد أثقلا على هذا الحمار المسكين !
فهلاّ ركب أحدهما ومشى الآخر !
عند ذلك قال جحا لابنه : انزل يا بني أما أنا فسأركب .
فمروا بجماعة ثالثة ، فعلق أحدهم
بقوله :يا لهذا الأب القاسي ، لقد ترك ابنه يمشي بينما هو راكب .
عندها نزل جحا من الحمار وأمر ابنه بالركوب .
فلما مرّوا بجماعة أخرى سمعوا أحدهم يقول :
يا لهذا الابن العاق لقد ترك أباه الشيخ العجوز يمشي بينما هو راكب .
فلما سمع ذلك جحا استشاط غضبا وأمر ابنه بالنزول ثم طلب منه أن
يحمل معه الحمار. فبينما هم كذلك إذ سمعوا أحدهم يقول :
إن هذين لمجنونين فبدل أن يحملهما الحمار قاما هما بحمله .
عند ذلك التفت جحا لابنه وقال : يا بني لقد أيقنت هذا اليوم
أن رضا الناس غاية لا تدرك .
منقول
مع تحياتي لكم معطره بعطر الجوري
اختكم حنين العراق