[size=16]مرة في حي شعبي فقير بإحدى القرى كان رجلان تجمع بينهما المحبة و الصداقة و الأخوة قاسم و رشيد فهما صديقان حميمان و جارين عزيزين .
فذات يوم عين قاسم في مركز رفيع في الوزارة الكل يحترمه و يقدره للمكانة التي حظي بها ففرح له صديقه رشيد أو بالأحرى أخاه فرحا شديدا , و كان أسعد الناس في تلك اللحظة و كأنه هو الذي عين في الوزارة . و كان علىقاسم تغيير مقر سكناه و ذلك لأسباب في العمل فحزن رشيد كثيرا لذلك فإنتقل قاسم إلى العاصمة و كان رشيد يزوره مرات في عطلة نهاية الأسبوع لأنه لم يستطع تحمل الفراق .و بما أن قاسم أحد إطارات الدولة و يعمل بالوزارة أصبح يختلط كثيرا بالأثرياء و تكونت عنده ثقافة أن الذي من الطبقة الكادحة لا يجب الإختلاط به لأنه ليس من مستواه و نسي الصداقة و الأخوة التي كانت تجمع بينه و بين رشيد .
فذات يوم قررت البلدية بناء سكة حديدية في القرية و تمر على منزل رشيد و بما أن منزل رشيد من البيوت الفوضوية قررت البلدية تهديمه و عدم تعويض بيت أخر لعائلة رشيد لأنه لا توجد وثائق رسمية للبيت فلما سمع رشيد بالخبر إنهار و احتار في أمره فأعطته البلدية مهلة ثلاثة أيام للبحث عن مأوى اخر و إخلاء السكن , فنصحت زوجة رشيد زوجها بأن يذهب عند صديقه قاسم لعله يساعده في محنته هذه فهو إنسان طيب ذو أخلاق رائعة , و في اليوم الموالي ذهب رشيد عند قاسم في العاصمة لكن قاسم لم يود استقباله : فمرة قاسم لا يوجد, و مرة أخرى قاسم مشغول , طيلة تلك المهلة . فأدرك رشيد أنقاسم لا يود مقابلته فلقد تغير كثيرا و أصبح من طبقة أستقراطية من النوع الذي لا يأبه بالفقراء و من هنا نتذكر قول الشاعر :
لا تذل الناس لنفوذك و سلطتك ****** فلو دامت لغيرك ما آلت إليك
فعادرشيد إلى بيته و هو يائس يأسا شديدا و عندما دخل منزله استغربت زوجته لحاله و قالت : ماذا هناك ؟ فأجابها رشيد : قاسم مات !!!!!!!
[/size]