قلـــــــعة الاســـــــــود
اهلا وسهلا بك زائرنا الكريم يمكنك التسجيل من قائمة التسجيل

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

قلـــــــعة الاســـــــــود
اهلا وسهلا بك زائرنا الكريم يمكنك التسجيل من قائمة التسجيل
قلـــــــعة الاســـــــــود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
قلـــــــعة الاســـــــــود

قلـــــــــــــعة الاســــــــــــــــود


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

قصص من الماضي (تكمله)

2 مشترك

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

1قصص من الماضي  (تكمله) Empty قصص من الماضي (تكمله) الأحد مارس 02, 2008 5:56 am

اياد الدوسري


عضو جديد بعده بالباكيت
عضو جديد بعده بالباكيت

وتضيف مياده

نعم.. وأتذكر الذين استعادوا الحرية، ولست ناكرة جميل، أتذكر أيضا المواقف الصعبة التي كنت في خضمها، والتي أثر فيها الدكتور فاضل إيجابا..

طلبت سمارة برقة:

- هلا أخبرتني عنها ؟

ترددت ميادة،إلا أن سمارة حثتها على الكلام،عبر تلك النظرة الودود، فاستجابت لها:

-كنت لا أزال أعيش في بيت والدتي وذات صباح، كنت على وشك مغادرة المنزل للعمل،إذ رن جرس الباب. همت خادمتنا لفتحه وسرعان ما عادت راكضة لتخبرني بأن السيدة جليلة الحيدري، زوجة الدكتور صائب شوكت، على الباب بملابس نومها.

والسيدة جليلة الحيدري أرستقراطية بكل معنى الكلمة، ومن المستحيل مغادرتها غرفة نومها بملابس النوم، فكيف بها وهي على باب منزلنا ! لا بد أن أمرا جللا دفعها لذلك .

هرعت لاستقبالها فوجدتها واقفة أمام الباب تشبه امرأة تم إيقاظها عنوة في منتصف الليل، كانت تبكي فسحبتها إلى الداخل محاولة مني لتهدئتها، لكنها ظلت منهارة إلى أبعد الحدود.

بعد صعوبة ورجاءات وتهدئة أقنعتها بالحديث.

اعتقدت للوهلة الأولى بأنها فقدت عقلها، لأنها بدأت أولا بإعلامي عن مزرعتهم الكائنة في منطقة الدورة، ثم راحت تشرح لي أبعاد المزرعة الضخمة المليئة بأشجار نخيل تجاوز عمرها نصف قرن وبأشجار برتقال متكاثفة تحت النخيل، ثم وصفت مضخة الماء الكبيرة فتحدثت عنها بحرارة وسردت قصة شرائها من بريطانيا وكونها كبيرة بحيث يمكنها ري الأرض كلها ..

ثم تحدثت عن قصة تتعلق بمحافظ بغداد خيرالله طلفاح خال صدام حسين، وهو الرجل الذي رعى صدام منذ طفولته ثم زوجه من إبنته ساجدة، وكان هذا الخال المعروف بجشعه وحرمنته يكثر من زيارته لأرضهم محاولا إقناع زوجها الدكتور صائب شوكت ببيع مزرعة العائلة إليه.

لم يكن الدكتور شوكت إبن الثالثة والثمانين آنذاك راغبا في بيع مزرعته، وكان يعلم يقينا أنه لو باعها لهذا الخال بالذات فلن يحصل على شيء من ثمنها وكلنا نعرف جشع أقارب صدام فهم دائما يطلبون شراء شيء ما ثم يسلبونه ببساطة!

ونتيجة لإصرار (الحجي) خير الله طلفاح، أدرك الدكتور شوكت بأنه سيفقد مزرعته لا محالة، لذلك عرض عليه أن يتناصفها معه، فقبل خير الله العرض وطلب أن يكون له النصف الذي عليه مضخة الماء.

الدكتور شوكت الذي دفع مبالغ كبيرة في هذه المضخة والذي يدرك بأن حياة أشجاره تتوقف عليها، وهي ستموت حتما من دون الماء، رفض بإصرار إلا أن طلفاح غيّر رأيه ثانية وأصر على أنه لن يرضى إلا بالمزرعة كلها.

في صباح اليوم الذي ظهرت فيه جليلة على باب منزلنا، كان أفراد من الأمن العامة وصلوا مبكرين لمنزلها واعتقلوا زوجها الدكتور صائب شوكت، إذ اقتادوه بملابس نومه .

والدكتورصائب من أكبر الجراحين في العراق، وهومؤسس أول كلية طب في العراق، وسبق أن استوزر لوزارة الصحة.

لم أكن لأعرف ماذا يتعين عليّ فعله إزاء مصيبة كهذه؟،

اتصلت بوالدتي التي وصلت توا إلى مكتبها وأخبرتها بما حصل، فانزعجت جدا وطلبت مني الإتصال بالدكتور فاضل فورا.

كانت خائفة من أن يموت الدكتور شوكت لكبر سنه بالسكتة القلبية، إن لم يتم انقاذه بسرعة.

وهكذا اتصلت بالدكتور فاضل وأعلمته القصة، سكت قليلا ثم قال:

- اتصلي الآن بصدام حسين..أن خطه الساخن مفتوح واعلميه بالقصة كاملة.

دهشت، لكني اتبعت التعليمات، فاتصلت برقم صدام وأجابني بنفسه، أخبرته من أكون وأنني أتكلم بالنيابة عن زوجة الدكتور صائب شوكت، ثم نقلت له جزءا من وقائع اعتقال الدكتور شوكت بسبب الأرض أنصت بهدوء، ثم قال:

- اعلمي زوجة الدكتور شوكت بأن كل شيء ستتم معالجته بما يرضيها، وسأرتب الموضوع وأُقابل الدكتور صائب شوكت في الساعة الرابعة عصر اليوم.

أعلمت السيدة جليلة بما قاله صدام حرفيا، فاسترجع وجهها لونه وإن ظلت شوائب قلق تطفو عليه.

بعد خمس دقائق، رن الهاتف، وكان الدكتور فاضل البراك على الخط فقال لي:

- بلغي زوجة الدكتور شوكت بأن زوجها غادر السجن، وهو الآن عائد إلى منزله.

وأغلق الهاتف دون أن يودعني.

بعد ذلك أدركت سبب طلب الدكتور فاضل مني إجراء ذلك الإتصال، إذ من غير اللائق أن يقوم أحد مساعدي صدام حسين، كالدكتور فاضل، بالتنويه إليه بأن خاله لص، إلا أن سماع القصة عبر الهاتف بالنيابة عن الضحية سيكون أقل إحراجا لصدام نفسه.

انتظرت مع زوجة الدكتور شوكت حتى عاد زوجها من السجن بالفعل، وهو بعد في بيجامته، مصدوما ومتوجعا .

أتذكر كلماته الأولى، حين وقف هناك ونظرة استغراب بادية على وجهه وهو يقول:

- كانوا مجموعة من الرجال غير المؤدبين في ذلك السجن، هل تصدقي بأنهم صفعوني!!

وقف نابغة الجراحين العراقيين منكسرا ضعيفا ومنحنيا يمسح بكفه على خده المحمر، استنكارا.

إلا أنه جمع شتات نفسه وارتدى ملابس مناسبة، وغادر إلى القصر الرئاسي للقاء صدام حسين.

بقيت مع زوجته لحين وصول أمي.

أعادت هذه القصة إلى ذهن ميادة، بعد كل هذه السنوات، الموقف المؤلم فقد كان الدكتور صائب وزوجته كبارا في السن، والمكانة الإجتماعية، وهو من الذين خدموا هذا الوطن منذ بداية تأسيس الحكم الوطني في العراق، كان بإمكان جراح عملاق مثله أن يسكن في بريطانيا أو أمريكا، وأن يقدم خدماته هناك إلى مجتمع متحضر يقدر العلم والعلماء، إلا أن حبه لوطنه ابقاه في العراق، وهذه هي النتيجة على يد لص بغداد.

مالت سمارة إلى الأمام قليلا وهي تمرر أصابعها بين خصلات شعرها الموشى بالشيب وسألت:

- ترى ماذا حصل في القصر؟

- غاب الدكتور صائب شوكت لمدة تزيد عن الساعة، وحين عاد أخبرنا بما حدث، فذكر بأن برزان إبراهيم الحسن كان في استقباله عند الباب، وهو اخو صدام غير الشقيق والرجل المتزوج من أخت ساجدة، وخير الله طلفاح خاله ووالد زوجته مثل صدام..

حيا برزان الدكتور شوكت بطريقة مؤدبة وأعلمه أن أبا عدي(صدام) معهم في الغرفة، أدار الدكتور شوكت رأسه لدى سماعه ذلك باحثا في أرجائها عن صدام، إلا انه لم ير أحدا أمامه سوى برزان نفسه، أشار برزان إلى طاولة في منتصف الغرفة، فنظر الدكتور صائب إلى المكان الذي يشير إليه برزان وقال:

- يا بني، أنا كبير في السن ولا أرى جيدا .

سار الدكتور إلى الطاولة وقال بارتباك:

- لا زلت لا أراه.

ضحك برزان ورفع المسجل الكائن على الطاولة وقال:

- إن أبا عدي هنا، وهو يستمع إلينا في هذه اللحظة ونحن نتكلم .

أشار الدكتور شوكت بأنه مرتبك بعد تلك الأحداث السخيفة، إلا أنه شرح لبرزان بكلمات رقيقة قدر الإمكان ما حدث.

كان حذرا في كلماته لأن روايته ستلقى الضوء على ممارسات خير الله طلفاح المشينة والذي هو خال برزان والذي رعى صدام حسين منذ طفولته .

طلب برزان من الدكتور شوكت أن يبلغهما ما حدث بالضبط وألا يهتم بالشكليات، وربت على كتف الدكتور المسن مؤكدا بأن له الأمان وقال:

- والله يا دكتور، لو أن أبا عدي لم يتم إخطاره حول ما حدث لك لتمادى خالنا أكثر!

سكت برزان لحظة ثم أردف:

-لو تركناه على سجيته لنزع عنك حتى هذا المعطف الذي ترتديه!

بعد أن سرد الدكتور القصة لكل من برزان الحاضر أمامه، وصدام الكائن خلف المسجل، قال برزان:

- إذهب يا دكتور بأمان الله وحفظه، وأؤكد لك بأن الحاج خير الله لن يتصل بك بعد اليوم بتاتا.

وهكذا بقيت أرض الدكتور شوكت بيد مالكها الشرعي.

زارنا الدكتور شوكت وزوجته بعد مرور بضعة أيام، كانا مسرورين لخلاصهما من ذلك الكابوس، وقدم لي هدية كبيرة رفضتها وأخبرته بأن رؤية وجهه هي الهدية الأهم بالنسبة لي، وطلبت عوضا عن ذلك أن يمنحني فرصة حواره لمجله " ألف باء" حول تاريخ عمله كطبيب منذ الأيام الاولى لتأسيس الدولة العراقية حتى الآن، فوافق على ذلك بكل سرور.

تم نشر المقابلة، وقرأها صدام حسين، وبعد مضي مدة ليست طويلة، اتصل مكتب صدام بالدكتور شوكت وأعلموه بأن صدام يريد تقليده وساما على جليل أعماله في خدمة العراق.

اتصل الدكتورالبراك وقال ضاحكا والسرور يغمره:

- كنت مسؤولة عن حصول الدكتور شوكت على وسام بدلا من قضاء مدة في السجن!

كنت مع والدتي نتابع التلفاز، أمي سعيدة بسلامة الدكتورشوكت، وما أن تم تقليد الدكتورشوكت الوسام، حتى قفزت من مكاني وتدحرجت على السجادة، فوبختني والدتي وطلبت مني التصرف بشكل لائق.

بقيت مبتسمة ومنشرحة أسابيع عدة، لشعوري بقيمة مساهمتي لإنقاذ هذا العالم المسنّ من مصيرمجهول قد يؤدي إلى موته، ولأن مقابلتي الصحفية معه ساعدت على الإعتراف بنبوغه وخدماته الجليلة ومنحه الوسام الذي يستحق، والأهم من ذلك، يا عزيزتي، إنه حر طليق..المهم أيضا وأولا : أن تظلي مَن أنت!!

ابتسمت سمارة وعلقت:

- فكري يا ميادة، لو أنك لم تتصلي بالدكتور فاضل في ذلك الصباح فماذا كان سيحل بالدكتورشوكت ؟ ربما ما كان سيرى ضوء الشمس بعدها.


ذكرى ذلك النهار النائي، جعلت ميادة تبتسم برغم تعاسة السجن التي تخضبها وتخضها، وتجعلها في حالة ارتعاش داخلي مدمن، كأن العذاب يسري في شرايينها ممزوجا بسم فتاك.

واستدركت مياده قائلة

- هل تصدقين ياسمارة أن الحاج خير الله لم يفقد الأمل بشأن تلك الأرض؟

في العام 1986 رحل الدكتور شوكت بتمهل، بعد سنوات من محاولة اغتصاب أرضه، وبرغم كبر سنه ومرضه وساقه المبتورة بسبب الغرغرينا ودنوه من حافة القبر، فإن(الحاج طلفاح) لم ييأس من محاولة نهب الأرض والمضخة، كأنهما هاجسه الأبدي .

إذ ذهب، بعد مراسم دفن الدكتور صائب شوكت، بموكب قطع المرور في شاع أبي نؤاس، لتتوقف سيارته ولتخطر السيدة جليلة عبر خدمها، بأنه جالس خارج منزلها في سيارته، يروم التحدث إليها .

وبوقارها العالي نزلت السيدة درجات السلم الخارجي المفضي للحديقة الخارجية، وتوجهت صوب السيارة وحين دنت منها، أنزل(الحاج) زجاج نافذته، ودون أن يسلم أو يعزي، زعق بصوته الأجش:

- ها.. هل تبيعين المزرعة الآن يا جليلة خانم ؟

أجابت بلا تردد:

- كلا، إنها الآن ملك الورثة، وليس لي فيها سوى الجزء اليسير جدا .

ماكان من الحاج طلفاح إلا أن أغلق زجاج النافذة، وأمر سائقه، فانطلق (موكبه) إلى غيررجعة !

2قصص من الماضي  (تكمله) Empty رد: قصص من الماضي (تكمله) الأحد مارس 02, 2008 6:38 am

القيسي

القيسي
Admin
Admin

مشكور اخي على القصة الجميلة

https://baghdadnights-2008.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

مواضيع مماثلة

-

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى